الإنسان الذي يتمتع بصحة نفسيه هو القادر على التفاعل الإيجابي مع واقعه من منطلق فهم واضح لذاته وللبيئة المحيطة به مشبعا بذلك لاحتياجاته ومتوافقا مع معايير المجتمع "
مظاهر الصحة النفسية :-
1. القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع والاستثمار الأمثل للطاقات الذاتية والبيئة للحصول على إنتاج جيد
2. القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة إيجابية
3. القدرة على تفهم احتياجات الآخرين وانفعالاتهم والتجاوب معها بإيجابيه
4. القدرة على حل المشكلات التي تواجهه دون تردد أو اكتئاب
5. الشعور بالرضا والإشباع من الحياة العائلية والعمل والعلاقات الاجتماعية
التعرف على الذات :-
الذات : هي كيف يرى الإنسان نفسه عاطفيا وعقليا وبدنيا بما في ذلك قدراته الخاصة وعيوبه ،وكيف يراه الآخرون
العوامل المؤثرة في تكوين الذات :-
1. البيئة المحيطة
خاصة العائلة والأصدقاء ، فالإنسان يكتسب كل معتقداته ممن حوله ومن نشأته وهكذا يكون تأثير البيئة كبير في تكوين ذاته
2. كون الشاب ذكر أو أنثى
يحدد المجتمع الأدوار التي يقوم بها كل من الذكر و الأنثى وبناء على هذه الأدوار يتم تكوين المعتقدات لدى كل منهم
3. القيم
هي من أهم العوامل المؤثرة في تكوين الذات حيث يتحدد بناء عليها اهتمامات الشباب وميوله
ومن النقاط السابقة نستنتج أن
ذات الإنسان = معتقداته عن نفسه وعن الآخرين وعن الحياة
وهنا نطرح السؤال التالي :
كيف يمكن اكتشاف الذات؟
لكي تكتشف ذاتك يجب أن تعرف ما هي معتقداتك حيث أن معتقداتك هي التي تشكل حياتك والمعتقدات تنقسم إلي نوعين :
اولاً : معتقدات إيجابية
وهي عبارة عن الأفكار التي تساند صحة انك إنسان تتمتع بصفات جيدة وأن لك قيمة في الحياة ، وفيما يلي بعض الأمثلة عن المعتقدات الايجابية التي لها أثار جيدة تنعكس على أسلوب حياتك :
مثال1 : علاقتي بالآخرين تساهم في سعادتي الشخصية :
هذا المعتقد إيجابي لأنه سيجعلك تتصرف بإيجابيه مع الآخرين من أجل الوصول إلي السعادة
مثال2 : لكل إنسان جانب خير :
هذا المعتقد إيجابي لأنه يجعلك تنظر إلي الايجابيات في علاقتك بالآخرين
ثانيا ً : معتقدات سلبية
وهي عبارة عن الأفكار السلبية التي تحد من قدرتك على الانجاز والسعادة والصحة ، وفيما يلي بعض الأمثلة عن المعتقدات السلبية والتي قد يكون لها تأثير سلبي على أسلوب حياتك
مثال 1: حياتي ليس لها قيمة أو هدف :
هذا معتقد سلبي لأنه يحد من إيجابيتك في المجتمع ومن طموحك لتحقيق ذاتك
مثال2 : الحياة غابة والإنسان يصارع من أجل البقاء :
هذا معتقد سلبي يحتوى على نظرة تشاؤمية للحياة تحبط من طموح الإنسان
تقدير الذات (بناء الثقة بالنفس ) :-
كي تبني ثقتك بنفسك وتنمى تقديرك لذاتك أتبع هذه النقاط الهامة :
1. تقبل ذاتك ونفسك بما فيها من إيجابيات وسلبيات وأن تحبها فإن حبك لايجابياتك يجعلك تنمى هذه الايجابيات وتقبلك لسلبياتك يجعلك تعمل على محاولة تغيير هذه السلبيات في ذاتك
2. فكر لنفسك ولا تدع الآخرون يفكرون لك فلا تقيس معتقداتك بالنسبة لمعتقدات الآخرين حتى لا تصبح مجرد تابع لهم ، لتتمتع باستقلالية الذات يجب أن يكون عندك ثقة بالنفس لكي تستطيع أن تتمتع بصحة نفسية جيدة
تغيير الذات (إعادة تشكيل الذات )
1. لكي تستطيع أن تغير من ذاتك فيجب أولا أن تقدر ذاتك تحبها وتتقبلها بما فيها من سلبيات فأن تقبلك لسلبياتك هي بداية الطريق لتغيير ذاتك وتعديلها
2. تغيير الذات ليس سهلا ولكنه يحتاج إلي مثابرة وصبر ورغبة في التغيير وقد يحتاج إلي مدة طويلة ولكن ثماره دائما جيدة
أنواع السلوك
نستطيع أن نقول أن السلوك الذي يسلكه الفرد في تعاملاته داخل المجموعة سواء مع أصدقائه أو زملائه يعتبر مؤشر واضح لمدى تمتعه بالصحة النفسية ويمكن تقسيم أنواع السلوك إلي :
1. السلوك السلبي :
هو عدم القدرة على التعبير الايجابي عن النفس أو التعبير بطريقة غير مؤثرة حيث يجعل حقوقه عرضة لأن تنتهك
السلوك الايجابي الحازم :
هو القدرة على التعبير الايجابي عن النفس بطريقة حازمة وبدون انتهاك حقوق الآخرين فهو تعبير مباشر وصادق ومناسب لشعور الشخص وآراؤه
السلوك العدواني:
هو التعبير عن النفس بطرية تنتهك بها حقوق الآخرين وهي محاولة لإذلال الطرف الأخر والتقليل من شأنه ولعل المثل التالي يوضح الفرق بين السلوك الإيجابي الحازم والسلوك العدواني
مثال : في اجتماع مجلس أدارة إحدى الجمعيات الشبابية حاول احد الشباب التعبير عن رأيه للمجموعة وتحدث لمدة دقيقتين فقاطعه عضو آخر وقال بطريقه عدوانية :"متى ستكون قادرا على أن تقول شئ له معنى في الموضوع المطروح للمناقشة "
وهو بذلك التصرف اعتدى على حق زميلة في التعبير عن رأيه وفي أن تستمع إلية المجموعة .
أما الشخص الايجابي الحازم فقد يقول لزميلة :
"أنني أفهم جيدا كل ما قلته ،وأختلف معك في بعض النقاط ولكن أرجو أن توضح لنا بعض ما ذكرته "
هذا السلوك الايجابي الحازم يعترف بحق الزميل في أن تفهم المجموعة ما يقوله وحق الآخرين في الاعتراض على ما يقوله إن لم يكن متفقا مع آرائهم . ويوضح الجدول التالي أنواع السلوكيات المختلفة وصفات الأشخاص الذين يسلكونها وشعور الآخرين عند حدوث السلوك
الضغوط العصبية :-
الكثير منا يتمتع بصحة نفسية جدية معظم الوقت ولكن في بعض الأوقات تحدث ضغوطا عصبية شديدة كالحزن على فقد إنسان عزيز أو حدوث مشاكل في الدراسة أو العمل أو الأزمات المالية أو القلق على المستقبل
ومع أن هذه الضغوط لا تحدث أمراضا عقلية أو نفسية في أغلب الأحيان ولكن من الممكن أن تلعب دورا في جعل الإنسان أكثر عرضة للأمراض ، وحتى نستطيع أن نتحمل الضغوط في الحياة نحتاج إلي إطار نفسي وصحي سليم كما نحتاج إلي جسم صحي سليم
أنواع الضغوط التي يتعرض لها الشباب :-
1. ضغوط من الزملاء والأصدقاء والرفاق
• القلق من أل يكون محبوبا ومقبولا بين زملائه
• الضغط على الشاب من قبل أصدقائه لعمل أفعال مشينه أو تعاطي المخدرات أو أفعال تتنافى مع مبادئه ومعتقداته
2. الضغوط العائلية :
• كثرة المجادلة مع الأخوة والأخوات والوالدين
• إلقاء مسئوليات كبيرة على عاتق الشاب مثل العناية بالأخوة الصغار والأعباء المنزلية
• التوقعات العائلية من الشاب من ناحية الانجاز الدراسي
• ازدحام المنازل وافتقار الخصوصية
• العنف داخل المنزل
• وجود شخص مدمن أو مريض بالمنزل يحتاج لرعاية دائمة
3. الضغوط في الجامعة
• الملل وعدم الميل لنوع الدراسة
• محاولة التفوق والإنجاز الدراسي في الجامعة
• الازدحام في الجامعة وعدم استطاعة المدرس الاهتمام بالفروق الفردية بين الطلبة
• الصراعات الشخصية وظهور العنف داخل الجامعة ووجود القيادات المتطرفة
• الشعور بعدم الاحترام أو الاهتمام من رفقاء الدراسة
• التأثير الشخصي على الطالب من المدرسين والمحيطين به
4. الضغوط من خلال وسائل الأعلام :-
• العنف والجنس في الأفلام والمسلسلان وحتى أنواع الموسيقي العنيفة
كيف يمكنك مواجهة الأزمات :-
مهما كانت درجة جودة صحتك النفسية والجسمية فأنك سوف تواجه بعض المشكلات والأزمات لا محالة ، على أية حال عليك أتباع بعض هذه الخطوات للتخلص من هذه الأزمات :-
1. ركز في الأحداث الحالية ولا ترهق عقلك فيما حدث في الماضي ، كما عليك أن تركز على المستقبل الذي يمكن تحقيقه ولا تفكر في المستقبل بعيد المنال
2. تجنب تراكم المشكلات وحاول أن تفكر في كل مشكلة على حده ودون أن تربط بين هذه المشكلات وبعضها فأن هذا يؤدى إلي اضطراب عصبي كبير
3. ناقش مشكلاتك مع أصدقائك وأقاربك ولا ترهقهم بالشكوى ولكن استمع لنصائحهم وإرشاداتهم
4. قدر كيف تواجه المشكلة بنفسك وأن تأخذ موقفا إيجابيا يؤدى لراحة نفسية بدلا من اتخاذ المواقف السلبية
5. حاول أن تشغل نفسك بالأنشطة المفيدة كالرياضة والذهاب إلي أماكن الترفية والجلوس مع الأصدقاء لتخرج من حالة الضغط العصبي
6. لا تلوم الآخرين على مشكلاتك حتى لو كانوا سببا فيها حتى لا تعرض نفسك للإحباط بل حاول أن تأخذ موقفا ايجابيا لحل المشكلة
7. خصص وقتا في كل يوم لعمل التمرينات التي تساعدك على الاسترخاء والترويح حتى تريح عقلك وأعصابك من التوتر
8. حاول أن تتوقف عن التفكير في مشكلاتك قبل ذهابك للنوم وحاول أن تتربص قليلا لكي تحصل على نوم هادئ
9. حاول أن تكون نشطا اجتماعيا ورياضيا وحاول أن يكون نظامك اليومي هو نفسه النظام المتبع دائما فوجبات طعامك في نفس أوقاتها ، كذلك أوقات مذاكرتك فإن ذلك يؤدى لعدم إحساسك بوجود شئ غريب
10. أعترف بمشكلاتك التي لا تستطيع أن تحلها بنفسك ولا تتفاخر بأنك دائما تحلها فقد يؤدى بك ذلك إلي تراكم هذه المشكلات
فذهابك للحصول على المشورة من أصدقائك أو والديك أو مدرسيك أو رجال الدين مبكرا قد يكون مفيدا في معظم الأحيان ، وتلخيص مشكلاتك في كلمات واضحة قد يحولها إلي مشكلات قابلة للحل
المصدر http://sehha.ba7r.org
إرسال تعليق